يواجه سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، موجة انتقادات واسعة بسبب “تهريب” ترشحه في كل مرة من دائرة انتخابية صوب أخرى على الصعيد الوطني، معتمدا في ذلك على قواعد الحزب المحلية.
ففي الوقت الذي كان العثماني، الذي يتولى رئاسة الحكومة حاليا والأمانة العامة لحزب “المصباح”، قد أسر لمقربيه بأنه لا يرغب في خوض غمار الاستحقاقات التشريعية وأنه سيبقى بعيدا عن الترشح في أية دائرة؛ فإنه عاد ليعلن عن دخوله المعترك الانتخابي، هذه المرة، من بوابة دائرة المحيط بالعاصمة الرباط.
ويعد العثماني من بين الأسماء الأكثر انتقالا من دائرة إلى أخرى، على الرغم من أن القانون لا يمنع هذا الانتقال؛ فقد ترشح في دائرة إنزكان، ليطير بعدها إلى دائرة الحي الحسني بالدار البيضاء، ثم بعدها إلى المحمدية لولايتين متتاليتين، ليقرر هذه المرة الترشح بالعاصمة الرباط.
وأثار هذا الانتقال موجة انتقادات واسعة على رئيس الحكومة، بالنظر إلى أن هذا الأمر يمنع المواطنين من مساءلة مرشحهم، إذ بمجرد ما يقررون محاسبته عن حصيلته حتى يعلن عن ترشحه في دائرة أخرى.
وانطلقت حملة موجهة ضد العثماني، يقودها الإذاعي السابق محمد خيي بابا الذي أعلن عزمه رفقة مجموعة من الفاعلين بمدينة المحمدية تنقلهم صوب الدائرة التي سيترشح بها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قصد كشف زيف وعوده.
وأوضح خيي بابا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “حنا في المحمدية قررنا نتبعو العثماني فاين ما ترشح ونقولو للسكان اللي بغا يترشح عندهم أَن الوعود والبرنامج الانتخابي ديالو كانو كذب في كذب، ونتحداه هو وهادوك آيات الله التبريريون اللي دايرين بيه يقول لينا حاجة وحدة قدمها للمحمدية أو ساهم فيها طيلة 10 سنوات!”.
وأردف الإعلامي المغربي أن العثماني “كذب علينا بحال اللي كذب على ساكنة إنزكان والحي الحسني بالدار البيضاء، وإن شاء الله مانخليوهش يكذب على ناس آخرين!”.
من جهته، أكد الفاعل المدني عمر أهضمون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ساكنة الرباط عموما ودائرة المحيط خصوصا يجب أن تنتبه إلى أن التصويت للعثماني سيكون وبالا عليهم.
ولفت الناشط على مستوى المحمدية إلى أن تجربة ساكنة مدينة الزهور مع العثماني أبانت أن هذا الأخير هدفه هو المنصب وليس خدمة التنمية المحلية.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن “مستقبل ساكنة دائرة المحيط، ومستقبل كل ما أنشأ وما حقق، مستقبل البرامج التنموية والنهوض بالدائرة، كل هذا في كفة وإعطاء فرصة ولو بثقل ذرة للعثماني في كفة”، مضيفا: “نحن نتحدث من التجربة، التاريخ والأرشيف”.
بدوره، أكد رشيد قبلاني، الفاعل المدني والإعلامي المحلي بمدينة الزهور، أن العثماني لم يقدم أية قيمة مضافة لدائرة المحمدية برمتها، حيث لا تزال المشاكل نفسها والمعاناة ذاتها يتخبط فيها سكان المدينة.
وشدد المتحدث نفسه على أن تحويل رئيس الحكومة مكان ترشيحه صوب الرباط سيحرم ساكنة المحمدية من حقها في ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث تسعى إلى مساءلته وباقي البرلمانيين بهذه الولاية التشريعية حول ما قدموه لها ومدى وفائهم بالوعود التي تقدموا بها سابقا.
ولفت الفاعل المدني إلى أن منطقة زناتة وغيرها من المناطق التي توجد النفوذ الترابي للدائرة الانتخابية لم تستفد من أن البرلماني العثماني صار رئيسا للحكومة، حيث ما زال الوضع كما هو دون أي تغيير يذكر.
عبد المنعم بيدوري، عضو حزب العدالة والتنمية المستقيل، الذي كان يشغل نائبا لرئيسة مجلس المحمدية قبل إلغاء انتخابها، خرج هو الآخر ليهاجم سعد الدين العثماني وتغييره ترشحه من دائرة إلى أخرى.
وكتب بيدوري على صدر صفحته بـ”فيسبوك”: “العثماني لو كان يحترم الناخبين لترشح بمدينة المحمدية، عوض أن يرشح نفسه في الرباط”، مضيفا: “ترشح بالمحمدية لـ10 سنوات دون حصيلة تذكر! والآن يقفز إلى الرباط ليقدم لساكنتها نفس الوعود التي وعد ساكنة المحمدية وأخلفها. وقبلها ساكنة مدينة “إنزكان” وقبلها مدينة الدار البيضاء!..”، خاتما تدوينته بقوله: “منذ 1997 وهو يقفز من مدينة إلى أخرى دون حرج ودون اكتراث بالناخبين”.
واستغرب المتتبعون للشأن المحلي بمدينة الزهور “هروب” سعد الدين العثماني من الدائرة الانتخابية للمحمدية للترشح في دائرة حي المحيط بالعاصمة الرباط؛ ما يعني، وفقهم، عدم قدرته على مواجهة الناخبين بسبب عجزه عن الوفاء بالوعود التي سبق له التقدم بها في حملته الانتخابية السابقة.
The post من المحمدية إلى الرباط .. ترشح العثماني يخلّف موجة انتقادات واسعة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
المصدر : هسبريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق