لم تدم فرحة المهنيين والعاملين في القطاع السياحي عقب الانتعاشة المحققة أخيرا على مستوى المرافق الفندقية والترفيهية طويلا، إذ سرعان ما تحوّلت إلى قلق وحيرة، بعد إعلان السلطات العمومية الإغلاق المسائي في جميع التراب الوطني، عقب ارتفاع معدل الإصابات بالفيروس.
وكان مهنيو السياحة استقبلوا قرار السلطات فتح الحدود الجوية في وجه السياح الأجانب وتحرير الحركة الداخلية بكثير من الابتهاج، وذلك بعد شهور من الركود التام الذي شهده القطاع السياحي بسبب كورونا، لكن هذه الحركية سرعان ما تحولت إلى كابوس بعد قرار الإغلاق المسائي.
وقبل القرار الحكومي الأخير، كان رهان المنعشين السياحيين والمهنيين هو العمل على إنعاش الحركة السياحية الوطنية الداخلية من خلال إطلاق عروض “جذابة” ومتنوعة، تروم زيادة الإقبال على بعض المناطق، خاصة خلال عطلة الصيف.
وإلى جانب استقبال السياح الأجانب الذين يشكلون أكثر من النصف من حيث الليالي السياحية، كان مهنيو القطاع السياحي يراهنون على جذب الزبائن المغاربة من خلال إطلاق عروض محفزة، لكن مع القرار الحكومي الأخير يبدو أن مصير هذه العروض سيكون الفشل.
وتكبد قطاع السياحة ما يفوق 64 مليار درهم من الخسائر بسبب الأزمة الحالية، وفق دراسة رسمية، وهو ما سيجعل المهنيين يفكرون في سبل للاستدراك، من بينها البحث عن إمكانية جذب سياح من مناطق متفرقة وجديدة.
ويمني مواطنو بعض المدن السياحية النفس بالعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية، وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، لكن تطور الحالة الوبائية دفع السلطات إلى الإغلاق وتشديد الإجراءات الاحترازية ومنع التنقل إلا للضرورة القصوى.
ويشير لحسن الحداد، وزير السياحة السابق، إلى أن “القرار الحكومي الأخير الذي شدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية ستكون له تأثيرات كبيرة على القطاع السياحي الوطني، لاسيما على الساكنة المحلية والسياحة الداخلية”، مبرزا أن “المدن السياحية مثل مراكش وأكادير ستتكبد خسائر كبيرة عقب هذا القرار”.
وأوضح الحداد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السياح المحليين يريدون التنقل إلى المدن بحرية تامة وبدون قيود؛ إذ إن غالبيتهم لا يتوفرون على الترخيص الذي قد يأتي وقد لا يأتي بسبب الإجراءات الإدارية”، مبرزا أن “سياحا أجانب فضلوا تغيير وجهاتهم السياحية بعد قرار الإغلاق الأخير”.
وشدد الحداد، في التصريح ذاته، على أن “القرار الحكومي الأخير متفهم بالنظر إلى تطور الحالة الوبائية وبسبب غياب البدائل، إذ أصبح المواطنون غير مبالين بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية”.
The post تشديد الإجراءات الاحترازية يرخي بظلاله على القطاع السياحي في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
المصدر : هسبريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق